فصل: سنة أربع وعشرين وست مائة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر (نسخة منقحة)



.سنة اثنتين وعشرين وست مئة:

فيها جاء جلال الدين بن خوارزم شاه فبذل السيف في دقوقا وفعل ما لا يفعله الكفرة وأحرق دقوقا.
وعزم على هدم بغداد.
فانزعج الخليفة الناصر وحصن بغداد وأقام المجانيق وأنفق ألف ألف دينار ففجأ ابن خوارزم شاه أن الكرج قد خرجوا على بلاده فساق إليهم والتقاهم.
قال أبو شامة: فظفر بهم وقتل منهم سبعين ألفًا ثم أخذ تفليس بالسيف وقتل بها ثلاثين ألفًا في آخر العام.
وكان قد أخذ تبريز بالأمان وتزوج بابنة السلطان طغريل السلجوقي ثم جهز جيشًا فافتتحوا كنجه.
وفيها توفي الخليفة الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي الهاشمي العباسي.
بويع بالخلافة في أول ذي القعدة سنة خمس وسبعين وخمس مائة وله ثلاث وعشرون سنة.
وكان أبيض تركي الوجه أقنى الأنف خفيف العارضين رقيق المحاسن فيه شهامة وإقدام وله عقل ودهاء.
وهو أطول بني العباس خلافة كما أن الناصر لدين الله الأموي صاحب الأندلس أطول بني أمية دولة وكما أن المستنصر بالله العبيدي أطول بني أبيه دولة وكما أن السلطان سنجر بن ملكشاه أطول بني سلجوق دولة.
قال الموفق عبد اللطيف: كان يشق الدروب والأسواق أكثر الليل والناس يتهيبون لقاءه.
وأظهر الفتوة والبندق والحمام المناسيب في أيامه وتفنن الأعيان والأمراء في ذلك ودخل فيه الملوك.
قلت:
وكان مشتغلًا بالأمور بالعراق متمكنًا من الخلافة يتولى الأمور بنفسه.
مازال في عز وجلالة واستظهار وسعادة.
وقد سقت أخباره مستوفاة في تاريخ الأسلام.
أصابه فالج في أواخر أيامه.
توفي في سلخ رمضان وله سبعون سنة إلا أشهرًا.
وولي بعده الظاهر ولده.
وابن يونس صاحب شرح التنبيه الإمام شرف الدين أحمد ابن العلامة ذي الفنون كمال الدين موسى ابن الشيخ المفتي رضي الدين يونس الموصلي الشافعي.
توفي في ربيع الآخر عن سبع وأربعين سنة.
قال ابن خلكان: كان كثير المحفوظات غزير المادة نسج على منوال أبيه في التفنن في العلوم.
وما سمعت أحدًا يلقي الدروس مثله.
ولقد كان من محاسن الوجود وماأذكره إلا وتصغر الدنيا في عيني.
رحمه الله.
قلت: عاش بعده أبوه سبع عشرة سنة.
وإبراهيم بن عبد الرحمن القطيعي المواقيتي أبو إسحاق الخياط.
روى الصحيح غير مرة عن أبي الوقت.
توفي في شعبان وكان ثقة فاضلًا موقتًا.
وأبو إسحاق بن البرني إبراهيم بن مظفر بن إبراهيم الواعظ شيخ دار الحديث الهاجرية بالموصل.
روى عن البطي وجماعة وكان عالمًا متفننًا.
وجعفر بن شمس الخلافة محمد بن مختار الأفضلي المصري مجد الملك أبو الفضل الشاعر الأديب الكبير.
سمع منه ديوانه.
وله تصانيف تقضي بفضله.
خدم أميرًا مع صلاح الدين ومع والحسين بن عمر بن باز المحدث أبو عبد الله الموصلي.
رحل وسمع من شهدة وطبقتها.
وكتب الكثير ولي مشيخة دار الحديث بالموصل التي بناها صاحب إربل توفي في ربيع الآخر.
وابن شكر الصاحب الوزير صفي الدين أبو محمد عبد الله بن علي الحسين بن عبد الخالق الشيبي الدينوري المالكي.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمس مائة وسمع الحديث وتفقه وساد.
قال أبو شامة: كان خليقًا بالوزارة لم يتولها بعده مثله.
قلت: كان يبالغ في إقامة النواميس مع التواضع للعلماء ويتعانى الحشمة الضخمة والصدقات والصلات.
ولقد تمكن من العادل تمكنًا لا مزيد عليه ثم غضب عليه ونفاه.
فلما مات عاد ابن شكر إلى مصر ووزر للكامل ثم عمي في الآخر.
توفي في شعبان.
وابن البناء راوي جامع الترمذي عن الكروخي أبو الحسن علي بن أبي الكرم نصر بن المبارك العراقي ثم المكي الخلال.
حدث بمصر والإسكندرية وقوص وأماكن وتوفي بمكة في صفر أو في ربيع الأول.
وزين الدين قاضي القضاة بالديار المصرية أبو الحسن علي ابن العلامة يوسف بن عبد الله بن بندار الدمشقي ثم البغدادي الشافعي.
عاش اثنتين وسبعين سنة وتوفي في جمادى الآخرة.
روى عن أبي زرعة وغيره.
والملك الأفضل نور الدين علي ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب.
ولد سنة خمس وستين بالقاهرة وسمع من عبد الله بن بري وجماعة وله شعر وترسل وجودة كتابة.
تسلطن بدمشق ثم حارب أخاه العزيز صاحب مصر على الملك ثم زال ملكه وتملك سميساط وأقام بها مدة.
وكان فيه عدل وحلم وكرم.
وإنما أدركته حرفة الأدب.
توفي فجأة في صفر وكان فيه تشيع.
وعمر بن بدر الموصلي الحنفي المحدث ضياء الدين.
حدث عن ابن كليب وجماعة.
وتوفي بدمشق في شوالها عن بضع وستين سنة.
والفخر الفارسي أبوعبد الله محمد بن إبراهيم الفيروزآبادي الشافعي الصوفي.
روى الكثير عن السلفي وصنف التصانيف في التصوف والمحبة وفيها أشياء منكرة.
تو في في أثناء ذي الحجة وقد نيف على التسعين.
والقزويني مجد الدين أبو المجد محمد بن الحسين بن أبي المكارم الصوفي الفقيه.
ولد سنة أربع وخمسين وخمس مائة بقزوين وسمع شرح السنة ومعالم التنزيل للبغوي من حفدة العطاردي وسمع من جماعة.
وحدث بالعراق والشام والحجاز ومصر وأذربيجان والجزيرة وبعد صيته.
توفي بالموصل في شعبان.
والفخر بن تميمة أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم بن محمد الحراني الحنبلي الخطيب المفسر.
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمس مائة ورحل فسمع من ابن البطي وجماعة.
وأخذ الفقه عن ابن المني وجماعة والعربية عن ابن الخشاب وصنف مختصرًا في مذهب أحمد.
وكان رأسًا في التفسير والوعظ بليغًا فصيحًا مفوهًا علامة مفتيًا عديم النظير.
توفي في صفر بحران.
والزكي بن رواحة هبة الله بن محمد الأنصاري التاجر.
المعدل.
واقف المدرسة الرواحية بدمشق وأخرى بحلب.
توفي في رجب بدمشق.

.سنة ثلاث وعشرين وست مائة:

فيها سار الملك الأشرف إلى أخيه المعظم وأطاعه وسأله أن يكاتب جلال الدين خوارزم شاه ليحمل جيشه عبه ويترحل عن خلاط.
فكتب إليه فترحل عنها.
وكان المعظم يلبس خلعة جلال الدين ويركب فرسه.
وإذا خاطب الأشرف حلف وحياة رأس السلطان جلال الدين فتألم بذلك.
وفيها بلغ جلال الدين أن نائبه على مملكة كرمان قد عصي عليه لاشتغاله عنه بأذربيجان وبعده.
فسار يطوي لأرض إلى كرمان فتحصن منه ذلك النائب في قلعة وخضع له فبعث له الخلعة وأقره على عمله.
ثم كر إلى أذربيجان ثم نازل خلاط ثانيًا مدة وترحل عنها وحارب التركمان ومزقهم ثم التقى الكرج فهزمهم وأخذ تفليس بالسيف.
وكانت إذ ذاك دار ملكهم ولها في أيديهم أكثر من مائة سنة.
وفيها توفي الشمس البخاري أحمد بن عبد الواحد بن أحمد المقدسي الحنبلي العلامة المناظر والد الفخر علي.
ولد بالجبل سنة أربع وستين خمس مائة وسمع من أبي المعالي ين صابر وأبي الفتح بن شاتيل وطبقتهما بالشام والعراق وخراسان.
ولقب بالبخاري لاشتغاله بالخلاف ببخاري على الرضي النيسابوري.
توفي في جمادى الآخرة.
وابن الأستاذ أبو محمد عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان الحلبي المحدث الصالح والد قاضي حلب.
ولد سنة أربع وثلاثين وخمس مائة وسمع من طائفة.
وحج من بغداد فسمع بها من أحمد بن محمد العباسي وكان له عناية متوسطة بالحديث.
توفي في عاشر جمادى الآخرة.
رحمه الله.
والإمام الرافعي أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن الفضل القزويني الشافعي صاحب الشرح الكبير.
إليه النتهت معرفة المذهب ودقائقه.
وكان مع براعته في العلم صالحًا زاهدًا ذا أحوال وكرامات ونسك وتواضع.
توفي في حدود آخر السنة رحمه الله.
وعلي بن النفيس بن بورنداز أبو الحسن البغدادي.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمس مائة وسمع من أبي الوقت ومحمود فورجه وجماعة.
توفي في ذي القعدة.
وكافور شبل الدولة الحسامي طواشي حسام الدين محمد بن لاجين ولد ست الشام.
له فوق جسر ثورا المدرسة والتربة والخانقاه.
وكان دينًا وافر الحشمة.
روى عن الخشوعي.
والظاهر بأمر الله أبو نصر محمد بن الناصر لدين الله أحمد بن المستضيء بأمر الله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي العباسي.
ولد سنة إحى وسبعين وخمس مائة وبويع بالخلافة بعد أبيه في العام المار.
وكانت خلافته تسعة أشهر ونصفًا.
وكان دينًا خيرًا عادلًا حتى بالغ ابن الأثير وقال: أظهر من العدل والإحسان ما أعاد به سنة العمرين.
وقال أبو شامة: كان أبيض مشربًا حمرة حلو الشمائل شديد القوى.
قيل له ألا تتفسح قال: قد لقس الزرع.
فقيل: يبارك الله في عمرك فقال: من فتح بعد العصر إيش يكسب.
ثم إنه أحسن إلى الناس وفرق الأموال وأبطل المكوس وأزال المظالم.
قلت: توفي في ثالث عشر رجب وبويع بعده ابنه المستنصر بالله.
وابن أبي لقمة أبو المحاسن محمد بن السيد بن فارس الأنصاري الدمشقي الصفار المعمر.
ولد سنة تسع وعشرين وخمس مائة وسمع من هبة الله ابن طاوس والفقيه نصر الله المصيصي وجماعة.
تفرد بالرواية عنهم.
وأجاز له من بغداد سنة أربعين علي بن الصياغ وطبفته.
وكان دينًا كثير التلاوة والذكر.
توفي في ثالث ربيع الأول.
وابن البيع أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز بن علي الدينوري الزهري.
سمع من عمه أبي بكر محمد بن أبي حامد ومحمد بن طراد الزينبي وجماعة.
انفرد بالرواية عنهم.
وكان شيخًا جليلًا نبيلًا رضي.
توفي في شوال.
والمبارك بن علي بن أبي الجود أبو القاسم العتابي الوراق آخر أصحاب ابن الطلاية.
كان رجلًا صالحًا.
توفي في المحرم.
حدث عنه الأبرقوهي.
والجمال المصري قاضي القضاة أبو الوليد يونس بن بدران بن فيروز القرشي الشيبي الشافعي.
ولد في حدود الخمسين وخمس مائة وسمع من السلفي وولي الوكالة السلطانية بالشام.
ودرس بالأمينية ثم ولي القضاء ودرس بالعادلية.
واختصر الأم للشافعي.
ولم يكن بذاك المحمود في الولاية.
توفي في ربيع الآخر ودفن بداره بقرب القليجية وقد تكلم في نسبه.

.سنة أربع وعشرين وست مائة:

فيها جاء الخبر إلى السلطان جلال الدين وهو بتوريز أن التتار قد قصدوا إصبهان وبها أهله.
فسار إليهم وتأهب للملتقى.
فلما التقى الجمعان خذله أخوه غياث الدين وولى وتبعه جهان بهلوان فكسرت ميمنته ميسرة التتار ثم حملت ميسرته على ميمنة التتار فطحنتها أيضًا وتباشر الناس بالنصر.
ثم كرت التتار مع كمينها وحملوا حملة واحدة كالسيل وقد أقبل الليل.
فزالت الأقدام وقتلت الأمراء واشتد القتال وتداعى بنيان جيش جلال الدين.
وثبت هو في طائفة يسيرة وأحيط به فانهزم على حمية وطعن طعنة لولا الأجل لتلف.
وتمزق جيشه إلا أن ميمنته زخت في أقفية التتار ورجعت بعد يومين فلم يسمع بمثله في الملاحم من انهزام كلا الفريقين وذلك في رمضان.
وفيها في رمضان قبل هذا المصاف بأيام اتفق موت جنكزخان طاغية التتار وسلطانهم الأعظم الذي خرب البلاد وأباد الأمم.
وهوالذي جيش الجيوش وخرج بهم من بادية الصين.
فدانت له المغول وعقدوا له عليهم وأطاعوه ولا طاعة الأبرار للملك القهار.
واسمه قبل الملك تمرجين.
ومات على الكفر.
وكان من دهاة العالم وأفراد الدهر وعقلاء الترك.
وهوجد ابني العم بركة وهولاكو.
وقاضي حران أبو بكر عبد الله بن نصر الحنبلي المقرئ.
رحل واشتغل وحدث عن شهدة وطائفة.
وقرأ القراءات بواسط على أبي طالب المحتسب وغيره.
وصنف فيها.
وعاش خمسًا وعبد البر ابن الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني.
سمع أباه ونصر بن المظفر وعلي بن المطهر المشكاني راوي تاريخ البخاري.
وجماعة.
توفي فيشعبان بروذراور.
والبهاء عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسي الحنبلي.
رحل واشتغل وحصل الفقه والحديث.
وروى عن شهدة وعبد الحق وطبقتهما.
وحدث بالكثير واشتهر ذكره وبعد صيته وصنف في الفقه والحديث والرقائق.
وكان من كبار المقادسة وعلمائهم.
آخر من حدث عنه أبو جعفر بن الموازيني.
توفي في سابع عشر ذي الحجة عن تسع وستين سنة.
وقاضي القضاة ابن السكري عماد الدين عبد الرحمن بن عبد العلي بن علي المصري الشافعي.
تفقه على الشهاب الطوسي وبرع في المذهب ودرس وأفتى وولي قضاء القاهرة وخطابتها.
توفي في شوال وله إحدى وسبعون سنة.
وحجو الدين الحقيقي أبو طالب عبد المحسن بن أبي العميد الأبهري الشافعي الصوفي.
ولد سنة ست وخمسين وخمس مائة.
وتفقه بهمذان وعلق التعليقة عن الفخر الرازي النوقاني وسمع بإصبهان من الترك وجماعة وببغداد من ابن شاتيل وبدمشق ومصر.
وكان كثير الأسفار والعبادة والتهجد صاحب أوراد وصدق وعزم.
جاور مدة بمكة وتوفي في صفر.
والملك المعظم سلطان الشام شرف الدين عيسى بن العادل الحنفي الفقيه الأديب.
ولد بالقاهرة سنة ست وسبعين وحفظ القرآن وبرع في الفقه وشرح الجامع الكبير في عدة مجلدات بإعانة غيره.
ولازم الإشتغال زمانًا.
وسمع المسند كله لابن حنبل.
وله شعر كثير.
وكان عديم الالتفات إلى النواميس وأبهة الملك ويركب وحده مرارًا ثم تتلاحق مماليكه بعده.
توفي في سلخ ذي القعدة.
وكان فيه خير وشر كثير.
سامحه الله.
تملك بعده ابنه.
والفتح بن عبد الله بن محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام عميد الدين أبو الفرج البغدادي الكاتب.
ولد في أول سنة سبع وثلاثين وسمع من جده أبي الفتح وأبي الفضل الأرموي ومحمد بن أحمد الطرائفي وطائفة.
تفرد بالرواية عنهم.
ورحل الناس إليه.
توفي في الرابع والعشرين من المحرم وهومن بيت حديث وأمانة.